تيما عابد: جسراً بين التراث والابتكار في عالم الموضة السعودية ورؤية إبداعية تجمع بين القوة والرقة

في حوار خاص مع مجلة “سيدتي” في عدد يونيو، كشفت المصممة السعودية تيما عابد عن رؤيتها الفنية التي تعكس توازناً دقيقاً بين الأصالة والحداثة، حيث وصفت نفسها بأنها تسعى دائماً لأن تكون جسراً يربط بين الماضي والمستقبل، مقدمة تصاميم تحترم التراث لكنها تتحدث بلغة العصر الحديث. وأكدت تيما أن هذا التوازن بين القوة والرقة، وبين الجذور والابتكار، هو جوهر إبداعها الذي يجعل كل قطعة من تصاميمها تحمل رسالة فريدة تعكس هويتها الفنية.

تحدثت تيما عن رحلتها المهنية التي تميزت بالتحديات والنجاحات المتتالية، والتي توجتها بمجموعة من الجوائز والتكريمات التي تعكس مكانتها المتنامية في عالم الموضة. وأوضحت أنها لا تختار الأقمشة بناءً على جودتها فقط، بل على الإحساس الذي تمنحه، حيث تسعى لأن تبث كل قطعة من تصاميمها شعوراً بالقوة والثقة والدفء، مما يجعلها قادرة على التواصل مع المرأة التي ترتديها بكل صدق وعمق.

وعن شخصيتها، وصفت تيما نفسها بأنها ليست فرداً واحداً بل حشود من الأفكار والرؤى التي تتسابق أمام عينيها، مما يعكس تعقيدها وثراء خيالها الإبداعي. كما كشفت عن أوجه الشبه بينها وبين المصممة العالمية كوكو شانيل، حيث أطلق عليها البعض لقب “كوكو شانيل الشرق الأوسط” تقديراً لإبداعها وتأثيرها في عالم الموضة.

وفيما يخص مشاركتها في فعاليات الموضة المحلية والعالمية، أشارت تيما إلى أهمية أسبوع الأزياء في الرياض وأسبوع البحر الأحمر للأزياء، معتبرة أن هذه الفعاليات تمثل خطوات استراتيجية تضع الموضة السعودية على خريطة الموضة العالمية، وتتيح للمصممين السعوديين عرض إبداعاتهم بشكل يليق بتاريخهم وثقافتهم. وأكدت أن هذه المنصات تساهم في مواكبة التطورات العالمية وتعزيز مكانة المملكة في صناعة الأزياء.

رغم نجاحاتها العالمية وعروضها في مدن الموضة الكبرى مثل باريس، تبقى ذكرى أول عرض أزياء لها في الرياض هي الأقرب إلى قلبها، حيث وصفت تلك اللحظة بأنها كانت بمثابة ليلة زفاف أقامتها في بيتها وبين أهلها، مما يعكس عمق ارتباطها بوطنها وحبها الكبير له.

تجسد قصة تيما عابد نموذجاً ملهمًا للمصممين الشباب في السعودية والعالم العربي، حيث تجمع بين احترام التراث والابتكار المعاصر، وتؤكد أن الإبداع الحقيقي ينبع من القدرة على المزج بين الماضي والحاضر بطريقة تعبر عن الهوية وتفتح آفاق المستقبل. ومن خلال رؤيتها وإبداعاتها، تواصل تيما كتابة فصل جديد في تاريخ الموضة السعودية، تضع فيه بصمتها الخاصة التي تجمع بين القوة والرقة، التقليد والحداثة، لتكون بذلك سفيرة حقيقية للموضة العربية على الساحة العالمية.