بلغ الأمير جورج، الابن الأكبر للأمير ويليام والأميرة كيت ميدلتون، عامه الثاني عشر، وهو حدث له دلالاته الخاصة داخل القصر الملكي البريطاني، ليس فقط كاحتفال بمرور عام جديد في حياة أحد أفراد العائلة المالكة، بل كمرحلة مفصلية يتم فيها تغيير أسلوب التعامل معه على المستويين العام والخاص، لما يحمله من مكانة باعتباره الثاني في ترتيب العرش البريطاني بعد والده.
في هذا السن، يبدأ أفراد العائلة المالكة في المرور بتحولات اجتماعية وبروتوكولية دقيقة، تمثل مرحلة انتقال من الطفولة البريئة إلى بداية التأهيل الملكي الجاد. وقد بدأت بالفعل ترتيبات خاصة تُتخذ من قِبل الديوان الملكي وأفراد الأسرة المقربين لتحديد الدور الذي سيلعبه الأمير الشاب في المرحلة المقبلة، سواء على مستوى التعليم أو المناسبات العامة أو حتى الخطاب الإعلامي الموجّه حوله.
وعلى الرغم من أن الأمير جورج لا يزال صغير السن نسبياً، إلا أن البروتوكولات الملكية تقضي بضرورة تهيئته تدريجيًا لتحمل المزيد من المسؤوليات، مع الحفاظ في الوقت ذاته على خصوصيته كطفل يحتاج إلى النمو بعيدًا عن الضغوط. وتشير الترتيبات الجديدة إلى تقليص حدة الانكشاف الإعلامي، مع العمل على تشكيل صورة عامة متوازنة له، تُظهره كرمز للجيل الجديد من العائلة المالكة، دون أن تثقل كاهله بتوقعات تفوق عمره.
الأسرة المالكة حرصت أيضًا على إحداث توازن بين الاستعداد للمهام المستقبلية للأمير، وبين توفير بيئة طبيعية له ليعيش طفولته بشكل أقرب إلى الواقع من الخيال الملكي، خاصة مع جهود الأميرة كيت في ضمان تنشئة أولادها في أجواء لا تختلف كثيرًا عن الأطفال العاديين في المدارس والحياة اليومية.
وقد شملت الترتيبات أيضًا مراجعة للأنشطة التي يشارك فيها الأمير جورج في المناسبات العامة، حيث سيتم التركيز على ظهوره في المناسبات ذات الطابع الوطني أو الرمزي، والتي تحمل رسائل تتناسب مع شخصيته ومكانته، دون الدفع به في واجهات المشهد السياسي أو الإعلامي بشكل مباشر.
بلوغ الأمير جورج سن الثانية عشرة ليس مجرد انتقال في الأرقام، بل هو إيذان ببدء فصل جديد في كتاب حياته الملكية، حيث يبدأ القصر في رسم ملامح شخصيته العامة كأمير مستقبلي، وكوجه من وجوه الاستمرارية في النظام الملكي البريطاني، في وقت تتجه فيه الأنظار دومًا إلى الجيل الجديد لمعرفة كيف سيكون شكل المستقبل الملكي في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم من حوله.