في لحظة وداع مؤثرة امتزج فيها الحزن بالحب العميق، ودّعت الفنانة كارمن لبس الموسيقار والمبدع الراحل زياد الرحباني خلال جنازته، وعيونها تفيض بالدموع وقلبها مثقل بالفقد، حيث نعت الراحل بكلمات تختصر علاقة استثنائية، إنسانية وفنية، امتدت لسنوات طويلة.
كارمن، التي ارتبط اسمها بمشوار زياد الرحباني في عدد من أعماله المسرحية والموسيقية، وقفت أمام رحيله عاجزة عن التعبير إلا بلغة القلب، فقالت:
“سأظل أشتاق إليك دائماً، حتى في غيابك، وأحبك بلا ولا شيء… أحبك ببساطة، كما كنت، وكما رحلت”.
كلماتها لم تكن مجرد نعي، بل كانت رثاءً لعلاقة نادرة جمعتها بفنان غير تقليدي، شكل وجدان جيل بأكمله من خلال موسيقاه الجريئة ونصوصه الساخرة والعميقة. زياد لم يكن فقط رفيق المسرح، بل كان بالنسبة لكارمن معلمًا وصوتًا مختلفًا في حياتها، ترك فيها أثرًا لا يُمحى.
وقد ظهرت كارمن لبس خلال مراسم التشييع وهي منهارة بالبكاء، متأثرة برحيل من كان جزءًا من تكوينها الفني، حيث عاشت معه لحظات صعود وتمرّد وتجارب إنسانية وفكرية قلّ نظيرها في الوسط الفني.
وتوافد محبو زياد الرحباني وأصدقاؤه من مختلف الأجيال والمجالات، لتوديعه إلى مثواه الأخير، حاملين معه إرثًا فنيًا عظيمًا سيظل خالدًا في ذاكرة الموسيقى والمسرح العربي.
رحل زياد، لكن موسيقاه ستظل تنبض في الخلفية، وستظل كارمن، كما عبّرت، تشتاق إليه في كل لحظة، لأنه لم يكن مجرد شخص، بل حالة كاملة من الإبداع والصدق والجنون الجميل.