جيل عربي جديد يعيد رسم المشهد الثقافي والاجتماعي بصوت شجاع ومستقل تحت أنظار الكاتبة مي بدر

في مقالة عميقة ومعبّرة، تسلّط مي بدر، رئيسة تحرير مجلة “هي”، الضوء على جيل عربي جديد بدأ يفرض حضوره بثقة متزايدة على الساحة، ليس فقط من خلال ما يقدمه من أفكار وأساليب حياتية مختلفة، بل من خلال صوته الحر وشجاعته في التعبير عن الذات بعيدًا عن القوالب التقليدية التي لطالما حكمت المشهد العام. تتناول الكاتبة هذا الجيل بنظرة مختلفة لا تهدف إلى محاكمته أو إخضاعه لمقاييس سابقة، بل تدعو لفتح مساحة حقيقية للاستماع إليه، والتفاعل معه بإدراك عميق للتحوّلات التي يمر بها المجتمع العربي.

ترى مي بدر أن هذا الجيل لا يسعى لأن يُفهم فحسب، بل لأنه يعيد صياغة مفاهيم الهوية والانتماء والتعبير الفني والثقافي بأسلوب يعكس واقعه وتطلعاته. يحمل هذا الجيل سمات فريدة تميّزه، منها الجرأة في الطرح، والرغبة في التغيير، والبحث عن مساحات أكثر صدقًا وانفتاحًا للتعبير عن الذات، حتى لو تعارضت مع ما اعتدنا عليه أو أثارت جدلًا في الأوساط التقليدية. تشير الكاتبة إلى أن هؤلاء الشباب لا ينتظرون الإذن ليتحدثوا أو يثبتوا أنفسهم، بل هم في صميم الفعل والتأثير، يبدعون، يناقشون، ويخوضون تجاربهم بكامل الوعي بالواقع والقيود.

وتدعو الكاتبة إلى التوقف عن إصدار الأحكام المسبقة، وتُشدد على أهمية احتضان هذه الأصوات الجديدة لا قمعها، لأن فيها نبض المستقبل. فبدلًا من أن يُطلب من هذا الجيل أن يتطابق مع من سبقوه، من الأجدر أن نمنحه حقه في أن يكون مختلفًا، وأن يُنظر إلى اختلافه هذا باعتباره قيمة مضافة، لا تهديدًا. في نهاية المقال، تحث مي بدر على الإنصات بصدق لهذا الجيل، لأننا إن أنصتنا جيدًا، قد نكتشف من خلال صوته المتفرد ملامح مجتمع عربي أكثر تنوعًا وثراءً وشجاعة.